
التحارب الجاري منذ أيام في السودان غريب غرابة جعلت حله صعبا.
وحسب استقراءاتي فإن عدم حسم المواقف الداخلية والخارجية من الجنرالين البرهان وحميدتي هو الذي
أطال مدة الحرب.
معلوم ان التكافؤ العسكري أطوالها أيضا : فتفوق البرهان بالطيران الحربي يعوضه حميدتي بسرعة التحرك على الأرض.
وحميدتي كان مستعدا للحرب عكس البرهان.
فما يتمتع به البرهان في الداخل والخارج يتمتع به حميدتي بنفس القدر وهو ما يتجلى في الآتي:
في الداخل:
- البرهان يحظى بدعم من يكرهون حميدتي وهم بقايا نظام البشير وخصوم الجنجويد، لكن حميدتي يحظى بدعم من يكرهون البرهان وعلى رأسهم أوساط الحرية والتغيير (الجناح المدني في الفترة الانتقالية) التي ترى ان حميدتي أفضل في قيادة المرحلة الانتقالية وأكثر استقلالية وحسما.
في الخارج
( المصالح تقود المواقف):
- مصر: مع الجيش السوداني النظامي اي مع البرهان وليست مع " الميليشيا" لكنها لا تثق في البرهان وغير راضية عن حميمية علاقاته مع اسرائيل ( فلمصر وحدها الحق في ربط العلاقة مع تل أبيب).
ومصر قلقة لما يشاع بخصوص تستره على اندساس الإخوان في الجيش.
ومصر لا تريد التفريط في حميدتي مع ذلك فقد تكون السودان محتاجة لقواته وجراءته بوصفه "شرا لا بد منه" .
- الامارات: مع حميدتي بصفته مصدرا للذهب وقائدا لجيش قاتل الحوثيين ببسالة ومستعد لأي عمليات قتالية خارجية اخرى حسبما تخطط له الامارات.
- اثيوبيا:،مع حميدتي وهو امر يقلق مصر.
- الغرب: غير مطمئن لحميدتي ومتشكك في سيطرة الاسلاميين على البرهان وعلى مواقع القرار في الجيش، لذا فهو مع المنتصر.
والعالم كله مهتم بقضيتين في السودان : عدم تهديد الملاحة البحرية الدولية في البحر الاحمر، وبقاء الأراضي الزراعية السودانية مصدرا ضامنا للأمن الغذائي الدولي.
إضافة لما سبق فالحل ليس في التفاوض بين الجنرالين لأن البرهان مستعد له بشروط صعبة ولأن حميدتي يرفضه مع البرهان مطلقًا.
نظرا لاستحالة حدوث انقلاب على حميدتي بسبب البعد القبلي والأسري لجيشه فإن الحل قد يكون أسهل عبر انقلاب على البرهان يقوده ضابط من خارج مجموعته، يكون مقبولا لدى حميدتي.
نسأل الله أن ينقذ السودان من هذه الحرب وأن يحفظ شعب السودان وأرض السودان.